ألمانيا وروسيا: أي خلاف؟ 

الرؤية الأماراتية: 22 أيلول/سبتمبر 2020

العلاقات المتطورة بين ألمانيا وروسيا تدهورت أخيرا إثر اتهام المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، روسيا بتسميم المعارض الروسي، أليكسي نافالني، الذي يعالج في ألمانيا حاليا. وقالت ميركل إن تسميم نافالني جريمة ستكون لها عواقب وخيمة. وردت وزارة الخارجية الروسية، ببيان غاضب، مطالبة ألمانيا بتقديم الدليل على تورط روسيا. الفحوص الطبية أشارت إلى استخدام غاز (novichok) لتسميم نافالني، وهو سلاح كيمياوي صنّعته روسيا في السبعينيات. 

بدت ميركل متأثرة وقالت إن “نافالني وقع ضحية لجريمة وانتهاك لحقوق الإنسان الأساسية التي تلتزمها ألمانيا وحلفاؤها وعلى روسيا أن تقدم أجوبة”. وقال وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، الداعم القوي لتويثق العلاقات مع روسيا، إن ردود الفعل الروسية ستضطر ألمانيا إلى الانسحاب من مشروع خط الأنابيب الناقل للغاز، الذي سيضاعف واردات ألمانيا من الغاز الروسي.

 وطالب قياديون في الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم، بإيقاف العمل بمشروع (Nord Stream2). وتدّعي روسيا بأن ألمانيا تستغل علاج نافالني لتسقيط روسيا دوليا، وطالبتها بتسليم المعلومات إلى المدعي العام الروسي، وإلا فإنها ستلحق أضرارا بمصالحها.

هناك جذور تأريخية للمشكلة الحالية، ففي عام 2014 أقدمت روسيا على ضم شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، والذي عارضته أوروبا بقيادة ألمانيا. تلى ذلك تعرُّض الموقع الألكتروني للبرلمان الألماني، ومكتب المستشارة، للقرصنة عام 2015، الذي وصفته ميركل بأنه جزء من “استراتيجية حرب” تشنها روسيا “لتشويه الحقائق وتوظيفها”. وفي عام 2019 قامت روسيا باغتيال القائد الشيشاني، سليم خان في برلين. وهناك خلاف حول روسيا البيضاء، إذ يرفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بشرعية رئيسها لوكاشنكو.

 استنتج الألمان بمرور الزمن بأن روسيا ليست مؤهلة لأن تكون شريكا لأوروبا، ولا تستحق التعاون معها وإنشاء الخط الناقل للغاز، الذي أغضب دولا حليفة لألمانيا، كونه سيحرمها من إيرادات مرور الغاز في أراضيها.

استثمرت روسيا في علاقتها بألمانيا منذ التسعينيات، لأهميتها الاقتصادية وحيادها السياسي، وكان الروس يعولون على دعم ألمانيا لتوثيق علاقاتهم بأوروبا، لكن جهودهم أصبحت في مهب الريح، إذ اهتزت أسس التعاون الألماني-الروسي، وربما يتوقف مشروع (Nord Stream2) إن لم تقدِّم روسيا أجوبة مقنعة حول تدخلاتها في الشؤون الألمانية. لكن تشدد ألمانيا تجاه روسيا سيضر بمصالحها، لذلك لجأت إلى تدويل الأزمة وربطها بالقانون الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية.

حميد الكفائي

https://www.alroeya.com/119-85/2166506-%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A3%D9%8A-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81