في ذكرى لمياء الكيلاني

ذهول

التقيتها فجأة وأصبت بالذهول
حيَّتني بابتسامةٍ عريضة
فواجهتُها بمزيد من الذهول

ماذا بك يا صديقي؟ ما هذا الذهول؟
أعرف بأنني تأخرتُ في الاتصال بك هذه المرة
كنتُ مشغولةً في تسويةِ بعضِ مشاكلِ العائلة
وقد ذهبت إلى البصرة لتفقد متحفِها
كنتُ سعيدةً بأنه الآن افتتح أبوابه
وقد عادت معظم آثاره المسروقة
أنت تعلم بأن متحفَ البصرة يهمني كثيرا
وكنتَ حاضرا عندما أسست جمعية أصدقاء متحف البصرة قبل 12 عاما

- نعم أتذكر جيدا
وأعرف بأن حياتَك تتمحور حول العراق وآثاره
لكنكِ غبتِ طويلا عنا هذه المرة
لا أدري ماذا أقول
لكنني سمعت بأنكِ…..

نعم ما سمعته صحيح يا صديقي
لقد انشغلت بنفسي وشؤونِ عائلتي لكنكم دائما في بالي
فأنتم حياتي
العراقُ حياتي
وحضارتُه سرُّ بقائي

عفوا يا سيدتي
فأنا سمعت بأنك قد مُتِّ

ماذاقلت؟ أنا أموتْ؟
أنا العراق والعراق حي لا يموت

لابد من الذهاب الآن
وداعا يا صديقي وإلى لقاء قريب
سنلتقي في بيتي قريبا
وسوف أعدُّ لكم عشاءً لذيذا
وسوف أصنعُ لكم عاشورية
أعرف بأنكم تحبونها
لابد من المغادرة فطائرتي تنتظر
مهلا مهلا…. أين ذاهبة؟

وهل هناك وجهةٌ أخرى غير العراق؟
ذهبَت وبقيتُ مذهولا

حميد الكفائي

7/8/2019