إيلاف – الإثنين 26 يناير  2009
كان قدر العراق ان يتلقى سلسلة من الحروب والاحتلالات والكوارث والمحن التي حولته الى ارض خراب تعبث به ايدي الطامعين من كل مكان.  فمنذ سقوط بغداد على يد هولاكو وما حل بالعراق من تفكك اجتماعي واقتصادي وسياسي وانهيار حضاري, كانت اطماع السلاجقة والبويهين والفرس والترك  والروم وغيرهم تتغذى من الصراعات والمنازعات والعصبيات والحروب. وفي الوقت الذي اخذت سلطة السلاجقة تؤشرالى ضعفها وافول نجمها، بدأت قوة الصفويين بالصعود والتوسع بحيث اخذت تهدد سلطة السلاجقة التركمان المنشغلة بصراعاتها ومشاكلها الداخلية، وهو ما ساعد جيوش الشاه اسماعيل الصفوي على اخضاع بغداد عام 1508 واحتلال العراق. اما في تركيا فقد نشأت الدولة العثمانية الفتية منذ القرن الثالث عشر واخذت تتجه في فتوحاتها التوسعية نحو اوربا حيث استطاع السلطان محمد الفاتح عام 1453 من فتح القسطنطينة وتبديل اسمها الى ” اسلامبول ” او اسطنبول “التي تعني مستودع الاسلام.  ثم سميت فيما بعد ” الاستانة”. وعندما وصلت اخبار احتلال اسماعيل الصفوي لبغداد الى اسطنبول، توجهت حملات  تركيا العسكرية نحو الشرق وخاصة العراق والبلاد العربية.  وقد استطاع السلطان سليمان القانوني عام 1534 احتلال العراق واخراج الصفويين من بغداد بعد حصار طويل.وبالرغم من ان الدولة العثمانية كانت في اوج قوتها العسكرية، فانها لم تستطع بسط نفوذها على جميع انحاء العراق المترامية الاطراف والبعيدة عن بغداد، مركز السلطة العثمانية، وكان ذلك سببا من اسباب تدهور وتخلف الاوضاع في العراق، الى جانب الصراع بينها وبين الدول الكبرى، وخاصة انكلترا وفرنسا من جهة، والدولة الصفوية من جهة اخرى، واخذ الصراع ينخر في قوتها ويضعفها، وهو ما انعكس سلبا على الوضع في العراق، الذي عانى من ذلك الضعف وتلك الصراعات كثيرا،  وبخاصة الصراع المرير الذي جري بين الدولتين الجارتين المتنافستين على احتلال العراق وهما الدولة الصفوية في الشرق والدولة العثمانية في الشمال، واحدة تدعو الى مذهب الشيعة واخرى تدعو الى مذهب اهل السنة.  وكل منهما يطمع في السيطرة عليه والاستيلاء على مقدراته.  وقد لعب ذلك الصراع الدموي الرهيب دورا سياسيا وآيديولوجيا في تأجيج صراع طائفي بين العراقيين، حيث استغل كل طرف منهما الخصومات الدائرة بينهما حول من يدعي التمسك باصحاب النبي، ومن يدعي التمسك باهل بيته، مع ان الدولتين العثمانية والصفوية كانتا متماثلتين في استبدادها واطماعها في السيطرة على العراق وخيراته، وفي ذات الوقت، بعيدتين عن روح الاسلام الحنيف وتسامحه، وكانت غايتهما الاساسية تحقيق السيطرة والتوسع. وقد انعكست تلك السياسات العدوانية والايديولوجيات المتصارعة على وحدة الشعب العراقي ومستقبله، اذ ما زالت آثار تلك الصراعات الدموية حية في الذاكرة الشعبية حتى اليوم. وخلال القرن السابع عشر مر العراق في فترة تخلف وركود ولم يحدث خلاله ما يستحق الذكر، اذ لم يخرج العراق من عزلته وتخلفه الا في الربع الاخير من ذلك القرن بعد اجراء اصلاحات ادارية في انحاء عديدة من الامبراطورية التركية، وبعد احتلال العراق ثانية من قبل  الصفويين واسترجاعه مرة أخرى من قبل العثمانيين.  ولم يدخل تاريخ بغداد في دور جديد الا بعد ان سيطر المماليك على السلطة واصبح حسن باشا واليا على العراق عام 1704.  وقد عرفت ولايته بحملات تأديبية ضد العشائر العربية والكردية وبخاصة عشائر بني لام وشمر والمنتفك من جهة، وبداية تثبيت الدول الاوربية ارجلها في العراق عن طريق العلاقات التجارية التي قامت بها شركة الهند الشرقية (الهولندية والفرنسية) وشركة الهند الشرقية (الانكليزية) التي تأسست عام 1600 واخذت بتنفيذ مخططات بريطانيا في السيطرة على العالم العربي. ففي عام 1688 نالت الشركة اذنا خاصا من حكومة صاحبة الجلالة بأن يكون لها جيش خاص وادارة خاصة وان تتحول في القرن الثامن عشر الى وجود سياسي وان تعطي لنفسها خصائص” دولة ذات سيادة “، هدفها هو السيطرة على طرق التجارة العالمية، خصوصا شريانها الرئيسي الذي يربط الهند بأوربا، عبر الخليج العربي من جهة، والبحر الاحمر من جهة اخرى، ومن ثم تحويل الخط نحو رأس الرجاء الصالح. وهكذا تعاضم دور وأهمية شركة الهند الشرقية – البريطانية واخذت تعزز وجودها في الخليج. كما صبح لها نفوذا واسعا ومركزا دائما في بغداد منذ بداية القرن التاسع عشر  فصاعدا حيث حصلت القنصلية البريطانية على جميع السلطات واصبح المقيم الريطاني الرجل الثاني في العراق. عهد المماليك في العراقمثل عصر المماليك عصر القوة والنزوع نحو الاستقلال واحدث في ذات الوقت، تغيرات كبيرة في ادارة الولاية بدأت بعد تولي حسن باشا وبدايات تنحية الانكشاريين عن السلطة، مما احدث فوضى وصراعات دامية بينهم انتهت بتنصيب سليمان باشا الكبير واليا على بغداد عام 1780، الذي حكم ثلاثة عقود ونصف في بغداد واعتبره لونكرك ” افضل نموذج لباشا تركي ” لكونه شجاعا وظريفا وتعهد بمساعدة الطبقات الفقيرة من الشعب بالرعاية وشجع التجارة ووفر لها الحماية،  وكانت لحكومته “هيبة كبيرة”.  وهو ما ساعد على استمرار حكم المماليك لمدة نصف قرن آخر.  وكان في مقدمة اهتمام المماليك هو حماية العراق من الايرانيين والوهابيين وتحاشي الحروب مع دول الجوار. وتعود اصول المماليك “الكرج” الى قوقاسيا الذين أسسوا في تركيا اول سلطة عسكرية وراثية غير تركية، كما أسسوا في مصر اسرة المماليك المعروفة واشتهر منهم محمد علي باشا الكبير. غير ان الاضطرابات والصراعات الدموية بين المماليك والانكشاريين لم تنتهي الا بمجيء داود باشا عام 1817 الذي تميز عهده ببعض الاصلاحات التي كان لها تأثير فكري واجتماعي في العراق. وتعتبر فترة حكم داود باشا ( 1817 – 1830 ) مرحلة تمهيدية مهمة سبقت حركة التحديث في العراق. فبعد فشل محاولات ايران لاستعادة العراق وعقد مؤتمر ارضروم عام 1822 الذي تم فيه الصلح بين الدولتين الايرانية والعثمانية، استراح داود باشا من اكبر مشكلة واجهته، واخذ يهتم بتقوية الجيش وتنظيمه على اسس حديثة، فاشترى مصنعا للبنادق واسس مصانع للنسيج وبكرات لرفع الماء من النهر ( كرود) محاولا تقليد محمد علي باشا في مصر وبخاصة في ادخال المخترعات الحديثة،  وكانت له رغبه كبيرة في ادخال الملاحة البخارية الى نهر دجلة والفرات.  وقد اصدر داود باشا اول جريدة في بغداد باسم ” جرنال العراق”، صدرت باللغتين العربية والتركية. كما تميز عهده ببناء المساجد والمعاهد الدينية واجتذاب الفقهاء والادباء والشعراء ومشايخ الصوفية. ولذلك يعتبر عصره بداية النهضة الحديثة في الادب العراقي، حيث نبع عدد من الشعراء خلال القرن التاسع عشر، كعبد الغفار الاخرس وصالح التميمي وعبد الباقي العمري وعثمان بن سند البصري وغيرهم.وبالرغم من اتفاق المؤرخين على ان داود باشا قام باصلاحات مهمة واهتم بالادباء والشعراء، فانه لم يكن سوى والي كان كرمه مصحوبا بجشع كبير واسراف وتبذير على حساب املاق الفقراء وبؤسهم واستهتاره برعيته. وعندما تسلم السلطان سليم الثالث عرش تركيا  قام ببعض الاصلاحات الهامة، في مقدمتها ادخال الاراضي الاقطاعية ضمن املاك الدولة الاميرية وإلغاء نظام ” الالتزام” في جباية الضرائب. كما قام بتأسيس المدارس الحديثة وتشجيع الطباعة وترجمة الكتب الاجنبية الى اللغة التركية وارسال البعثات العلمية الى العواصم الاوربية الكبرى. واذا كانت لتلك الاصلاحات نتائج هامة في الدولة العثمانية، فان تأثيرها في العراق لم يكن مباشرا لان ولاة بغداد لم يقوموا باية اصلاحات هامة تذكر، ولم تمض الا سنوات حتى انتهى عهد المماليك في تركيا، مثلما انتهى حكم داود باشا بعد عزل السلطان سليم له، في غمرة من الصراع على السلطة وتفشي الطاعون وفيضان نهر دجلة، وسقوط بغداد عام 1830 على يد الوالي الجديد علي رضا باشا،الذي اصبح واليا على بغداد وحلب والموصل وديار بكر معا ورسخ حكمه بابادة جميع المماليك بعملية مشابهة لما قام به محمد علي باشا في مصر في قتل المماليك وابادتهم. وبعودة علي رضا باشا الى ولاية بغداد عادت الادارة العثمانية المركزية من جديد واصبح العراق ولاية من ولايات تركيا الحديثة ثم ادخال نظام الاقاليم الاداري الجديد الذي حاول مدحت باشا تطبيقه في العراق. اصلاحات مدحت باشالم تحقق الاصلاحات الادارية العثمانية في ولاية بغداد اي نجاح حقيقي الا في ولاية مدحت باشا بين 1869 – 1872، التي تعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ العراق الحديث نظرا لانجازاته العديدة خلال فترة ولايته القصيرة جدا.ولد مدحت باشا عام 1822 في الاستانة وكان والده قاضيا.  تعلم التركية والعربية والفارسية ومبادئ العلوم الحديثة واصبح موظفا في العاصمة.  وبعد ان تدرج في الوظائف نقل الى ولاية دمشق ومنها الى قونية، حيث برز اسمه كموظف اداري قدير في شؤون الولايات الاوربية.وعندما حصل عام 1861 على لقب “باشا” استدعاه فؤاد باشا ليشارك في وضع بنود نظام الولايات.  ثم تولى ادارة ولاية “الطونة” وبدأ بتطبيق نظام الولايات الجديد فيها، الذي نجح فيه نجاحا باهرا مما شجع الصدر الاعظم على تطبيقه في بعض الولايات مع ادخال بعض التعديلات عليه، واسناد رئاسة مجلس الدولة اليه.وعند مجيء عادل باشا خلفا للصدر الاعظم قدم مدحت باشا استقالته، بسبب خلافات حادة نشبت بينهما، فقبلت استقالته وصار واليا على بغداد.  وفي طريقه الى بغداد اصطحب معه عددا من الادارين الاكفاء لادارة شؤون الولاية وتطبيق نظام الولايات الجديد فيها.ولم يكن مدحت باشا واليا عاديا شأن الولاة الاتراك الذين حكموا العراق.  ففي فترة حكمه القصيرة في العراق (ثلاث سنوات) انجز مدحت باشا اصلاحات جذرية، شكلت نقطة تحول ليست بسيطة في تاريخ العراق الحديث وارست اساسا متينا لما حدث من تحولات بنيوية.  ومن الممكن القول، ان مدحت باشا استطاع تغيير تاريخ العراق باصلاحات ادارية واجتماعية وثقافية ادخلت العراق في تيار المدنية الحديثة.ومع محدودية ثقافة مدحت باشا وانبهاره بمظاهر المدنية الاوربية، الا ان خبرته وثقته الكبيرة بنفسه وطموحه اللا محدود وشغفه بالتحديث دفعه الى تقليد عناصر المدنية الحديثة واقتباس ملامحها، في زمن كان العراق يرزح تحت وطأة ركود اقتصادي وتخلف اجتماعي وثقافي منذ تفكك الدولة العربية ـ الاسلامية وانهيار الحضارة في بغداد على يد الرعاة السلاجقة ومن بعدهم غزاة المغول. وصل مدحت باشا الى بغداد في 30 نيسان 1869. وفي خطابه الاول في دار الحكومة في بغداد (القشلة) حدث الناس على العمل المتواصل في سبيل تطوير الزراعة والتجارة والصناعة واشار الى الخراب الذي حل بالعراق بعد مجدها التليد ووضع اللوم على العراقيين الذين قصروا في بلوغ التقدم مثل الامم الراقية، واكد على ضرورة انقياد الرعية والتسليم للحكومة من اجل اعادته الى مكانته السابقة، كما اشار الى ان العراقيين عرفوا بعدم الطاعة للسلطان وعدم خضوعهم للسلطة وتمردهم على الحكومات، قصد بذلك العشائر العراقية التي لا تدين بالولاء لاية حكومة كانت.  وحارب مدحت باشا الرشوة وحاسب الموظفين الكبار.  وبعد اربعة شهور اعلن التجنيد الاجباري واخضع العشائر لسلطته.  كما فتح المدارس الرسمية.  ونشأت في عهده ايضا مدرسة الصنايع والرشدية الملكية والرشدية العسكرية الى جانب اول مستشفى حديث واول شركة ترامواي ربطت بين بغداد والكاظمية، ومعامل حديثة لاصلاح البواخر وصنع الطحين والمشروبات الغازية وغيرها. جريدة الزوراءغير ان الحدث الاهم كان اصدار جريدة الزوراء.  فقد جلب مدحت باشا معه مطبعة فرنسية حديثة. ولم يكن في العراق آنذاك سوى مطبعة حجرية واحدة في كربلاء عام 1856 لطبع الكتب والادعية الدينية وبعض الاوراق التجارية. كما تم فيها طبع كتاب “مقامات ابي الثناء الآلوسي”.  ثم مطبعة بالموصل (1859) وثالثة في بغداد (1861). وكانت جرنال العراق التي اصدرها داود باشا عام 1816 “” تطبع بمطبعة حجرية، وكانت اشبه بمنشور اداري دوري يوزع على قواد الجيش وكبار موظفي الدولة واعيان بغداد.  ولم يعثر على أية نسخة منها حتى الآن.وكانت المطبعة التي استوردها مدحت باشا اول مطبعة تدار بالبخار في العراق وزودت باجهزة حديثة. كما اصطحب مدحت باشا معه احمد افندي، وهو احد الادباء الاتراك ليتولى تحرير جريدة الزوراء التي صدرت باللغتين العربية والتركية.  وتوقفت طبعتها العربية بعد عزل مدحت باشا وبقيت نسختها التركية تصدر في العراق حتى عام 1908.لعبت جريدة الزوراء دورا مهما ولو محدودا، في بث الوعي عند العراقيين وفتحت اعينهم على قضايا لم تكن مألوفة من قبل، فحركت افكارهم بما طرحته من مواضييع سياسية واجتماعية وثقافية، كان من بينها الحث على تعليم البنات واللوقاية الصحية من الامراض والاوبئة وكذلك توضيح اسباب الانحطاط الحضاري والسبل الكفيلة بتطويره وتقدمه.  كما كانت الزوراء تنشر رسائل وتعليقات القراء التي ترد اليها من انحاء العراق. ومن الطبيعي ان تجلب مثل هذه المواضيع والقضايا انتباه العراقيين وتنور عقولهم وتشجعهم على اكتساب معارف جديدة وعلى تقبل الافكار والمعتقدلت والمخترعات الحديثة.كما شجعت اصلاحات مدحت باشا، على صدور جريدة ثانية في الموصل عام 1885 واخرى في البصرة عام 1889. كما اصدر الاخوة الدومنيكان في الموصل اول مجلة عراقية باسم “اكليل الورد ” عام 1902.  وقد ساعد اعلان الدستور العثماني عام 1908 على تطوير الحركة الفكرية والثقافية وصدور عشرات الجرائد والمجلات وطبع مئات الكتب.  وكان بينها جريدة ” بغداد ” التي اصدرها فرع جمعية الاتحاد والترقي، وجريدة  ”الرقيب” و “بين النهرين” و “مصباح الشرق و ” النهضة “ومجلة “العلم ” و “لغة العرب ” وغيرها التي وضعت اساسا متينا لحركة النهضة الفكرية والاجتماعية والسياسية الحديثة في العراق، التي توجت بتشكيل الحكم الوطني في العشرينات من القرن الماضي. ولعل من اهم المشاكل التي جابهها مدحت باشا هي مشكلة توطين العشائر المتنازعة مع الحكومة مرة  وفيما بينها مرة اخرى وحاول تشجيعها على تملك اراضي ديرتها والاستيطان فيها نظير دفع اقساط طويلة الامد للدولة، لان العشائر متى استقرت وتحولت الى الزراعة تحضرت ولم تعد تعصي ارادة الدولة، التي بدورها تؤمن للعشائر تنظيم طرق الري وارواء الاراضي الزراعية وحمايتها. وقد اصدر مدحت باشا اول قانون لتنظيم ملكية العشائر واسس اول دائرة طابو في بغداد لتنظيم الفوضى السائدة آنذاك.غير ان مدحت باشا لم يستطع تحقيق مشروعه في الاصلاح الزراعي، حيث اخذ شيوخ مشايخ المنتفك وشيوخ شمر وغيرهم تسجيل جميع اراضي العشيرة باسمائهم، وهو ما اثار نزاعات حادة وحروب دامية بين العشائر والشوخ وقاد في الاخير الى تفكك نظام القبيلة والتحول الى نظام الملكية الزراعية الكبيرة. المصادر: Ibrahim Al-Haidari,Zur,Soziologie des schiitischen Chiliasmus,Berlin 1975 -1  2- لونكرك، اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، بغداد 19683- علي الوردي، لمحات اجتماعية، ج 1، بغداد 19694- يوسف عز الدين، الشعر العراقي في القرن التاسع عشر. بغداد 1958 5- جميل موسى النجار، الادارة العثمانية، القاهرة 1991