مقابلة مع الكاتب حميد الكفائي

استضافه : عماد كامل

 

– من انت ؟

*أنا حميد جابر علي الكفائي… ولدت في مدينة الرميثة عام ١٩٥٩ وتخرجت من الإعدادية المركزية في الديوانية عام ١٩٨٠ ثم هاجرت إلى لندن لأسباب سياسية وكذلك لأجل الدراسة وبقيت فيها ثلاثة وعشرين عاما كنت فيها ناشطا في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية ومعارضا للنظام السابق وعدت إلى العراق بعد أربعة أيام من سقوط النظام عام ٢٠٠٣. أسكن بغداد حاليا وأفضلها على كل المدن التي عشت فيها خلال السنوات الخمسين الماضية مع الاعتراف بوجود مصاعب كبيرة فيها تعيق الحياة المتاحة في البلدان المتقدمة… درَست ودرَّست الاقتصاد والعلوم السياسية واللغتين العربية والإنجليزية… أعمل في الصحافة والإدارة منذ تخرجي من الجامعة.

* من هو قُدوَتك؟

– نلسن مانديلا.

*أينَ تَكمن سعادتك؟

*في أن أرى العراق بلدا مستقرا يتمتع فيه الإنسان العراقي بالحرية الحقيقية والحقوق الكاملة.

* متى تحزن؟

-أحزن عندما أرى العراق يتخلف عن دول العالم المتقدمة.

* ماذا تعني لك أمك؟

-هي بحر الحب المترامي الأطراف.

* ما هو العدل؟

-أن يعيش الناس بحرية وكرامة وأن يُمنع المتجاوز من الاعتداء على حقوق الآخرين، وليس إنزال أقسى العقوبات بالمخالفين أو المعتدين…

* ما هو السلام؟

-غياب العنف والقسوة والظلم عن الحياة.

* ما هو الضمير؟

-الإحساس بمشاعر الآخرين وان تقوم بالأشياء الصحيحة فقط لأنها صحيحة وليس لمصلحة ما.

* ماذا يعني لك الوطن؟

-هويتي وطعم حياتي.

* هل تعرضت للاستغلال؟

-نعم… مرات ومرات وما زلت أتعرض للاستغلال لأنني دائما أخشى أن أظلم أحدا وأحسن الظن بالآخرين ما لم يكن لدي دليل قاطع بعكس ما يقولون أو يفعلون وقد أتعبتني هذه العادة كثيرا.

* أول حب في حياتك؟

-أول وثاني وعاشر… الحب لن يتوقف… ولا أعتقد أن الحب الأول هو الأهم لكنه يبقى في الذاكرة لأن الشاب يكون متلهفاً وقليل الخبرة ولا يمتلك القدرة على المقاومة فينهار أمام إعصار الحب الأول ويبقى يتذكره طيلة حياته…

* خطأ ندمت عليه؟

– من يعمل يخطئ ومن يعمل كثيرا يخطئ كثيرا وأخطائي كثيرة وكلها ندمت عليها في وقتها وتمنيت لو لم أرتكبها ولكن لات ساعة مندم، فالحياة تمضي إلى الأمام ولا تعود إلى الوراء!

* هل تتصور أننا يمكن أن نقضي على الفساد؟

-طبعا… ممكن جدا. علينا أن نستفيد من تجارب الدول الأخرى… الفساد ظاهرة عامة في كل البلدان ونحن لسنا استثناء… كل البلدان غير المستقرة أو التي شهدت تحولا في نظام الحكم حدث فيها ما يحدث في العراق حاليا ولكن بدرجات متفاوتة اعتمادا على مستوى الثقافة والتعليم وقوة الدولة…

* هل انت ناجح في عملك وحياتك؟

 -نجحت أحيانا وفشلت أحيانا أخرى وعلى الآخرين الذين عرفوني وعملوا معي أن يحكموا على أدائي.

*ما هو الفشل؟

-الإخفاق بسبب التقصير أو الإهمال.

* ما هي مكانة المال في حياتك؟

– ثانوية جدا بل لم أهتم للمال يوما وهذه إحدى ،مشاكلي في الحياة. وصفني أحد الأصدقاء بأنني (فقير يحيا حياة الأغنياء) وأعتقد بأنه على حق لأنني مقتنع بما لدي وإن كان دون حاجتي.

* ما هي الحكمة التي تؤمن بها؟

-النقد فعل للحب والصمت حكم بالموت.

* متى تشعر بالقلق؟

-عندما ينتابني شك بأنني خالفت القانون…

* متى تشعر بالحيرة؟

-عندما تتساوى فوائد أو أضرار الخيارات المتوفرة أمامي

* متى تلوم نفسك؟

-عندما أخطئ بسبب التسرع…

* ما هي الحلقة الضائعة بحياتك؟

-لا أدري بالضبط ولكن أحد الأصدقاء نبهني بأن الحلقة المفقودة في حياتي هي “إنصاف الآخرين لي” أي أن الآخرين لم يعاملوني بإنصاف. لكنني أرى أن الحياة تقسو دائما على أصحاب الضمائر لذلك تراهم يعانون بينما (ينعم) الانتهازيون بالمكاسب المادية وربما يشعرون بالسعادة بسبب غياب الضمير والوازع الأخلاقي الذي يقيد غيرهم… أعتقد بأن ما يواجهه المرء في حياته هو قدره وعليه أن يتقبله ويسعى في الوقت نفسه لتغييره بما يتلاءم مع حاجاته وطموحاته.

* ماذا يعني لك الظلام؟

-يعني الهدوء وهو جميل خصوصا إذا اقترن بالصمت… لا أخشى الظلام ولا أسعى إليه…

* ماذا يعني لك النور؟

-الوضوح والأمل والشفافية…

* هل لديك أعداء؟

-ربما، لكنني قد لا أشعر بوجودهم دائما… في ثقافتنا هناك أشخاص يكرهونك لمرض في نفوسهم وليس لأنك أسأت إليهم أو تشكل خطرا عليهم وهذا مرض ثقافي لا علاج سريعا له… بعضهم يكرهك لأنه يعتبرك ناجحا بينما هو محبط وفاشل. بعضهم يكرهك لأنه يتمنى أن يكون ناجحا مثلك وعندما يعجز يكرهك ظاناً أنك السبب. آخرون يتوهمون بأنك تقف في طريق تقدمهم في الحياة… التقيت بأشخاص يكرهونني لأنهم يختلفون معي في الرأي لكنني لا اعتبرهم أعداء ولا أكرههم. بعض من كانوا يكرهونني تحولوا إلى أصدقاء بعد أن عرفوني جيدا. أحد الأشخاص، وهو الآن وزير، أسرني قبل سنوات بعد لقاء في مطعم دام ساعتين تقريبا، بأنه كان يكرهني كثيرا لكن الأوهام التي كانت لديه حولي قد تبددت بعد اللقاء. أنا لا أكره أحدا.

* ما هي الحرية؟

-هي الحصانة من اعتداء الآخرين عليك.

* متى تشعر بالذنب؟

-عندما يتضرر أحد بسببي.

* ما هو الشيء الذي لا تحب أن تخسره؟

-الصديق المخلص والسمعة الطيبة.

* متى تلتزم الصمت؟

-عندما لا يكون في الحديث فائدة.

* متى تحتاج للبكاء؟

-عندما يغيب الأحبة غيابا أبديا أو أضطر للرحيل عنهم. طالما بكيت لفراق زملائي في العمل خصوصا عندما يستدعي ذلك المغادرة إلى بلد آخر. بكيت عندما غادرت عملي في (بي بي سي) عام ٢٠٠٣ ولم استطع أن أكمل كلمتي الوداعية. حصل الشيء نفسه عندما غادرت عملي في الأمم المتحدة.

* متى تغضب؟

-عندما أرى إخفاقا كان يمكن أن يكون نجاحا.

* ما هو هدفك؟

-إسعاد نفسي والآخرين من حولي. فلا سعادة للنفس إن كان الآخرون بؤساء.

* هل تحقق هدفك؟

-جزئيا.

* متى تشعر بالراحة؟

-عندما أتقن عملي ويستفيد منه الآخرون.

* أي لون يعجبك؟

-البنفسجي.

http://www.almarsa-news.com/?p=5857