وإنّا ها هنا صامدون

مجلة الهدى-تشرين الثاني ٢٠١٤

                                                 سينتهون إلى ما انتهى إليه المجرم الزرقاوي

 لن يستطيع الإرهابيون أن ينالوا منا وكلما حاولوا إرعابنا بتفجرياتهم ومفخخاتهم فإننا (سنعتاد) أكثر على أعمالهم الإجرامية التي ستصبح مألوفة وغير مخيفة وهي حقا أصبحت كذلك فلم يعد العراقيون خائفين من الإرهاب بل نجدهم يصمدون ويتحدون بشكل مثير للإعجاب ويواصلون حياتهم رغم الصعاب. 

الإرهابيون الذين يعتقدون أنهم سيكسرون إرادتنا ويهزموننا بفظائعهم وانحطاطهم وعدم احترامهم لأي قيمة إنسانية أو أخلاقية إنما هم واهمون دون شكك ولو كانوا يمتلكون ذرة من العقل لما أقدموا على ما يقدمون عليه من فظائع يومية في بغداد ومدن أخرى لأنها لن تزيدنا إلا عزما وتصميما على الصمود ومقارعتهم والقضاء عليهم خصوصا وأن العالم كله أدرك خطورتهم وهب لمساعدتنا للخلاص من شرورهم.

كنت قبل أيام أتناول طعام العشاء في مطعم في الكرادة ببغداد مع أصدقاء. وبينما كنا جالسين نتناول طعامنا اهتز المطعم بجدرانه وكراسيه وطاولاته نتيجة لإنفجار هائل قرب ساحة الواثق القريبة… أصيب البعض بالذعر دون شك وخرج البعض الآخر إلى الشارع لمعرفة ما يجري بينما بقي معظم رواد المطعم على كراسيهم وامام موائدهم يتناولون الطعام وأكملوا أمسيتهم كما خططوا لها. 

إنه منظر يثير الإعجاب حقا ألا يكترث العراقيون لإرهاب المجرمين الذين يعتقدون أنهم قادرون على إلحاق الهزيمة بنا عبر مفخخاتهم وجرائهم الشنيعة. نعم ليس هناك حل غير التحدي والصمود والحذر والتسلح بالمعلومات عن أساليب الإرهابيبين وطرق تنفيذهم جرائمهم والتعاون مع الأجهزة الأمنية والجيش لإلحاق الهزيمة بهم وها قد بدت بشائر النصر قريبة بتحرير جرف الصخر وزمار وبيجي من براثنهم بينما يشتد الخناق عليهم في الفلوجة والأنبار كلها وسوف تطوقهم جحافل العراقيين قريبا في نينوى لتضع حدا لجرائمهم وفظائعهم. 

إنها بداية النهاية ولكن الطريق طويل فالإرهاب لا يمكن القضاء عليه بالبندقية فقط. هناك حاجة للقضاء على ثقافة إلغاء الآخر التي يؤمن بها البعض ويروج لها. هؤلاء الذين يعتقدون أنهم وحدهم يمتلكون الحقيقة خطر على المجتمع ليس في العراق فحسب بل في كل دول العالم ويجب ملاحقتهم ووضعهم أمام مسؤولياتهم فهم الذين لعبوا بعقول الشباب وجعلوهم يتوهمون أن الطريق إلى الجنة يمر عبر المفخخات والمتفجرات وقتل الأبرياء وليس عبر عمل الخير والعبادة وقضاء حوائج الناس كما يدعونا إلى ذلك الإسلام الأصيل ونبيه الكريم. 

القتل والإرهاب والعنف والمفخخات وترويع الأبرياء ليست جزءا من أي دين سماوي. إنه انحطاط أخلاقي وغياب كامل للعقل وغلبة لمشاعر الحقد والكراهية على مشاعر الحب والسلم والتعايش الإنساني… لا مجال للتعايش مع هؤلاء لأنهم يعادون الحياة أصلا والحل الوحيد هو القضاء عليهم نهائيا وهذا ما سيحصل إن عاجلا أم آجلا…