تلفزيون العربية 18 حزيران 2006

أعلن  السيد حميد الكفائي أن الحل الوحيد لمشكلة المليشيات في العراق هو تقنينها وجعلها ضمن مؤسسات الدولة العراقية وتحديد دورها ووظيفتها والاستفادة منها في تعزيز الأمن في العراق.

وقال الكفائي أثناء مشاركته في برنامج “من العراق”، الذي يقدمه الإعلامي إيلي ناكوزي عبر قناة العربية الفضائية ويُبث مساء الجمعة، إن دمج المليشيات ضمن الأجهزة الأمنية العراقية أمر خطير لأنها ليست مدربة على الأمن وإن ولاءاتها متنوعة كما إنه من الصعب حلها لعدة أسباب من بينها غياب الإرادة السياسية لدى قادة المليشيات، وانعدام الثقة بين الأحزاب السياسية العراقية الرئيسية، فضلا عن كون المليشيات بطبيعتها تعمل في السر ولا يمكن لأحد أن يراقبها. لذلك فإن الخيار المتوفر أمام الحكومة العراقية هو استيعابها كأجهزة منفصلة ويحدد دورها ووظائفها كأن تناط بها مهمة حراسة الحدود أو المنشآت أو جمع المعلومات أو أي مهمة أخرى.

وقال الكفائي إنه بهذه الطريقة نكون قد نقلنا عمل المليشيات من السر إلى العلن وتعرفنا على أفرادها وقادتها وحددنا مهماتها وقطعنا الطريق على الممولين الأجانب للتأثير عليها أو تكليفها بمهمات غير وطنية وجعلنا نشاطاتها مرئية ومعروفة ومراقبة من قبل الحكومة والناس جميعا، وفي الوقت نفسه وفرنا عملا لأفرادها كي لا ينصرفوا لأعمال غير قانونية.

وأضاف الكفائي إن مجرد المطالبة بحل المليشيات لن يحل المشكلة لأن الجميع يدعي أنه ليس لديه مليشيا وأنه يمارس عملا مدنيا، بل إن هناك مليشيات سرية لا نعرف حتى أسماءها، كما إن الاصرار على تطبيق النظريات البعيدة عن الواقع العراقي هو أمر لن يقودنا إلى هدفنا الأساس وهو تحقيق الأمن .

واختتم حديثه بالقول إن شرعنة المليشيات سوف تجعلها مسؤولة أمام الدولة والمجتمع، وبالتالي سيكون بإمكان الدولة أن تحاسب المتجاوزين بينما تكافئ الملتزمين بالضوابط والقوانين، بالإضافة إلى الاستفادة من الخدمات الأمنية وغيرها التي تقدمها المليشيات الرسمية.

وقال الكفائي إن المليشيات شرعية في الولايات المتحدة ومشرع لها في الدستور الأمريكي وفي لائحة الحقوق المدنية وقد ساهمت في تحقيق الأمن ومكافحة الجريمة وأنيطت بها مهمات من قبل الولايات الأمريكية المختلفة ومن الحكومة المركزية وتحولت إلى مؤسسات محترمة ومرموقة مثل الحرس الوطني الأمريكي. وقد حدد الدستور الأمريكي مهام المليشيات بثلاث مهام رئيسية هي: تطبيق القانون، وإخماد عمليات التمرد، والتصدي لأي غزو أجنبي.