الناقد الموسيقي الدكتور عادل الهاشمي في ذمة التأريخ

صدمت الأوساط الفنية والثقافية العراقية برحيل الناقد الموسيقي والفني الدكتور عادل الهاشمي أثناء حضوره مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة، فقد كان بصحة جيدة ولم يتجاوز عمره التاسعة والستين بعد، إذ هو من مواليد عام 1942.

لقد كان الهاشمي مثقفا كبيرا وفنانا رائعا وشخصا نادرا، كونه كان ملمّا بكل صنوف الثقافة، من موسيقى وفن ونقد موسيقي وغنائي.

كانت لديه معرفة تفصيلية بالغناء العراقي وكل من مارسه من المطربين العراقيين الأوائل منهم والمتأخرين. كما أتقن اللغة العربية إتقانا لافتا لم يتوفر لكثيرين من المشتغلين في حقل الموسيقى والفن.

 

 

تميز الدكتور الهاشمي بحس وطني عال، وأحب العراق حبا كبيرا ولم يغادره في أحلك الظروف، رغم أنه كان بإمكانه أن يفعل ذلك بسهولة ويعيش مرفها في بلدان أخرى باعتباره أحد المبدعين العرب القلة في مجال تخصصه.

 

 

 

كما أن رحيله خسارة لي شخصيا فقد كان صديقا عزيزا، وكنت التقي به باستمرار في بغداد وكنت من أشد المعجبين بشخصيته المحببة وثقافته المتنوعة وأخلاقه الرفيعة ومهنيته العالية. 

إن رحيله خسارة كبيرة للموسيقى العربية والثقافة العراقية وللعراق كبلد يحتاج لأمثاله من المثقفين الوطنيين من أجل ترسيخ مبدأ احترام الفن والموسيقى والثقافة.

لقد رحل عادل الهاشمي جسدا وبقي روحا. تحية من الأعماق إلى ذكراه العطرة وروحه الطاهرة.

 

حميد الكفائي