لا أدري لماذا أشعر بالحاجة لأن أكتب عنه في التاسع من آذار!
 فأنا أتذكره مرات عديدة كل يوم 

لكن التاسع من آذار ليس يوما كباقي الأيام
ففيه غادرني شخص أحببته وأحبني
غادر مبكرا… مبكرا جدا
ولو كان قد بقي مئة عام أخرى لكانت قصيرة
كان يشع حبا وتسامحا وسموا
 أحب الحياة وابتسم لها حتى عندما كشرت أنيابها بوجهه منذ أعوامه الأولى
كم كنت أود أن يبقى يشع جمالا وألقا 
كم كنت حزينا أنني لم أفه حقه
ولكن كيف يمكنني أن أفيه حقه؟
أنقذ حياتي ولم أنقذ حياته رغم أنني حاولت

عزز ثقتي بنفسي طفلا وشابا ورجلا وكهلا
كلما ادلهمت السماء والأرض يممت وجهي نحوه
فرأيته مبتسما متفائلا

كان يشع أملا وينث فرحا
سأبقى مدى الدهر أندبُ حظي

أنني لم أملأ دلائي من معينه
لم أرتو من نميره

لم أملأ رئتيَ من وسعه
لم أملأ عيني من بشاشته
لكنني سأتكذر دوما ما كتبته عند سماعي خبر رحيله

 

سأبقى أتذكر
وأذكِّر كل من أحبك
أنك لا تريد حزناً
ولا بكاءً
ولا رثاءً
سعادتُك أن ترى الآخرين سعداء
من أراد ان يكون وفياً لذكراك
فليزرع الورد
وينشر السعادة

حميد الكفائي

دبي
9
آذار

2023