ظلام

كان يزهو بعنفوانِه

ويسعدُ بحظٍ مؤكدٍ سينالُه

مطمئنا لنجاحٍ سيحققُه

ومتيقنا من فوزٍ سيحظى به

أحلامُه تملأُ الفضاء

وخيالُه يُعَظِّم الأشياء

القوةٌ والأملٌ والثقةُ عنده مضاعفة

لا خطرَ في الأفقِ ولا قلقَ في البال

النجاحُ محتمٌ والنصرُ أكيد

*********************************

جموحُ الطموحِ قاده إلى العلم

أليسَ العلمُ نوراً والمعرفةُ سلاحا؟

ومع نموِّ العلمِ، تراجعَ الأملُ

وتدنَّت الثقة

وتزعزعَ اليقينُ

واضمحلَّ الخيال

 

الأخطارُ باتت تطوِّقُه والمُلمّاتُ تهزمُه

الأبوابُ بدتْ موصدةً أمامَه

 والأهوالُ تلاحقُه

يراها بتفاصيلِها المقلقة

يلهثُ وراءَ سرابِ الطمأنينة فلا يجده

الأخطارُ من حولٍه آخذةٌ في التعاظُم

بدأَ يراها ويتحسَّسُها

شكوكُ الفشلِ أطبقتْ عليه

بدأ يتساءل:
هل العلمُ نورٌ حقاً؟

هل المعرفةُ سلاحٌ حقاً؟

ليتني بقيتُ جاهلاً مطمئناً ومفعماً بالأمل

***********************

الجهلُ قوةٌ إذن، والعلمُ وحدَه يضعِفُها
والحياةُ عزلاءُ من هولِ المعرفة

الظلامُ أساسُ الوجود…

والنورُ طارئٌ سرعانَ ما ينطفئ ليسودَ الظلام

 

حميد الكفائي

لندن 21/11/2016

Photo attribution: https://imagebee.org