إلى الغائبِ الحاضر

تسعُ سنواتٍ مرت ثقيلة على كاهلي
تسعُ سنوات وأنا أتنفس وحيدا 
وأبكي وحيدا
وأشقى وحيدا

تسعُ سنوات وذكراك هي السلوى
تسعُ سنوات وطيفُك يرافقني
 ويذكُّرُني بحضورك
تسعُ سنوات وذكراك تلازمني
وتعيدُ إليَّ سعادةً غائبة
وتغيِّبُ عني سعادةً مستحقة

كم سعيدٍ أنا بهذه الذكرى العطرة
ذكرى تعيدُ إلي نفسي التي افتقدتها
وتذكرُني بنفسي الضائعة
نفسي المستسلمة التائهة


 أنت الوحيدُ الذي يعيدُني إلى نفسي
ولا يصحُ أن نغيبَ معا
غيابُك صار حافزا للحضور
وطيفُك صار مناسبةًً للحبور
أنتظره ليعيدَ إلي سعادتي الغائبة
وبعضَ ما فقدت وافتقدت

طيفُك حضورٌ عند الغياب
وغيابُك يدعوني إلى الحضور
ستبقى حاضرا حتى أغيب
وعند غيابي سنحضر معا
ويغيبُ الغياب

 

حميد الكفائي

باريس 9 آذار 2022