يعرف الكثيرون حميد الكفائي إعلامياً مرموقاً، وكاتباً ممتازاً في القضايا الفكرية والسياسية، واليوم يفاجئنا بهذا العمل الروائي الممتع والمؤثر! تتميز رواية “عابر حدود” لحميد الكفائي بكونه ينفتح على أجواء ريف جنوب العراق وناسه برقة وعذوبة وحنو دافئ، فيقدمهم ببساطة وسلاسة ودون تعقيد أو حوامل أدبية متضخمة،

ربما نحس بخطى المؤلف وهي تجوس أمامنا على العشب أو الطين ووراء الضفاف الغامضة لتدلنا على المشهد الإنساني الحميم، أو عذاب النفس البشرية وهي تقع ضحية الجور العائلي والاجتماعي أو خطأها الخاص، لكن المؤلف يتركنا لوحدتنا في تأمل ما يجري بعد أن يلقي بين أيدينا بعض مفاتيح الأبواب المغلقة.

 هنا يسكب الكفائي بسخاء وجرأة الكثير من خبرته الروحية في صياغة نصه ليقدمه صافياً شفافاً، حيث يرتسم في نسيج الرواية الكثير من أسرار ومكنون الموروث الديني والأسطوري والإنساني، ويقترب ربما لأول مرة في السرد العراقي الحديث من الواقع الطائفي في تجسده كعلاقات عادية بين الناس ويضعه في مواجهة الحب، وكأنه يطرح العاطفة الجميلة بلسما للمرض الطائفي!

إنها رواية مكتنزة بقيم إنسانية وفكرية هامة تمنح الأمل في زمن ادلهمت فيه أجواؤنا باليأس والإحباط. ولحظة فرح مع نص يتسم بالصدق هبة حسنة حقاً.

إبراهيم أحمد، كاتب وروائي عراقي

 

عندما أخذت أقرأ رواية “عابر حدود” للأستاذ حميد الكفائي ذكَّرني أسلوبُها العربي الرصين منذ صفحاتها اﻷولى بأسلوب طه حسين في روايتيه “شجرة البؤس” و”دعاء الكروان”. وأعجبني في الرواية أيضا وصف بعض تقاليد العراقيين وعاداتهم التي نقلت إليَّ العراق بمضيفه وما يدور فيه برائحة القهوة والعلاقة بين السيد صاحب المضيف وضيوفه دون أن أبرح غرفة مكتبي في لندن. فشكرا لك حميد على متعة القراءة، وفي انتظار أعمال أدبية أخرى.

 

د. محمد رياض العشيري، كاتب مصري وناشر ومحرر موقعي “أسْر الكلام” و“منبر اللغة العربية”
وأستاذ اللغة العربية واللسانيات في جامعتي عين شمس وبرمنغهام سابقا.